صباحا تنهض متثاقلا، و تشعر أن العالم من حولك يجري بسرعة غريبة..
الموسيقى المتصاعدة من المذياع، السيارات المتزاحمة على الطريق القريبة من غرفتك و صوت أبيك يجلجل في البيت بحثا عن جواربه..
وجهك في المرآة لم يتغيّر، ذات التعاسة ترمقك في شرود من وراء البلّور. لقد صار هذا مألوفا، لكنّ المحيّر و المخيف هو هذه الأكمة الّتي تكبر يوما بعد يوم تحت صدرك، و تزداد إيناعا و إشراقا!!!
هل أنت خائف حقّا؟ هل تعتقد أنّها بداية النّهاية؟
الهواجس تملأ رأسك. و مع كلّ خطوة تخطوها نحو المطبخ، ينسج عقلك حكاية جديدة...
ها أنت ذا وسط الشّلّة، عيونهم تنهش جسدك.. يتهامسون حتما ساخرين من الشحوم المتراكمة في بطنك.. يصفون أكتافك بمرضى الضمور، و يتساءلون أيّة مأساة عشتًها لتفعل بك كلّ هذا؟!!!
أتشعر بهذا الضعف و هذا التثاقل؟ أتحسّ أنّك تحرّك أرجل فيل حين تمشي؟ و تظل تسعل في مرارة و تتخيّل حالتك الكارثيّة الّتي قد تؤول إليها إن تبلغ الأربعين؟
لن أبحث أن أرفع من معنويّاتك يا صديقي، لكنّ جسدك ليس على هذا القدر من السّوء. فالجميع يسعل من حولك، و الجميع ترهّل بطنه. و "السّوبرمان" الّذي كنت عليه، لم يعد مثلا يحتذى به!
تأمّل من حولك. من ذا الّذي يسعل من رفاقك؟ جميعهم يدخّن أليس كذلك؟ أيّة هالة من الهيبة تغمرهم، و أيّة نظرة واثقة مستمتعة تشعّ من ناظريهم! لقد صار كثيرون يفتعلون السّعال لو تعلم!
أرجوك، لا تدّعي الحكمة و التّعقّل، فعنوان النّجاح اليوم هو الجنون! الجميع كره الاستماع إلى الحكم اليوم، و لم يعد أحد يرى في أرسطو و الشّابي شيئا مغريا. نريد شيئا من الجنون!
هل يسعدك هذا؟ هل تريد أن ترتاح أكثر؟ ما الّذي يثير ذعرك بشأن الشّحوم؟ آه! أنت تعتقد أنّ الفتيات سيصيبهنّ الذّعر متى رأين كرشك. أنت أحمق يا صديقي! اليوم لا يجد أحدهم فرصة للخروج من سيّارته، حتّى إذا ما قابل فتاة ما. إنّها تهرع إلى داخل العربة بمجرّد أن تتوقّف بجانبها. لا يهمّ من بداخلها و لا إلى أين تمضي! لو أردت فتاة يا صديقي، فاحرص على صحّة السّيّارة الّتي تجول بها، و انس أمر صحّتك تماما!
إنّ المهتمّين بسلامة جسمهم، هم أولئك الّذين لا تزال أذهانهم مرتبطة بنجوم الثمانينات. ترى غرفهم معارض لشوارزينغر و سيلفستر ستالوني! أصحاب العقول الفارغة!! صدّقني، لقد صارت صورة العضلات المفتولة تثير الغثيان! من الصّعب اليوم أن ترى فتاة تصطحب كتلة من العضلات على شواطئ الحمّامات! أنا لا أبالغ إن قلت إنّ مدى انتفاخ البطن قد يصير مقياسا على قدر من الدقّة في اختيار الفتيان!
إنّه دليل على الرّجولة! و دليل على الثّراء! فمن ذا الّذي يتمتّع ببطن ضخمة؟ أليسوا أولئك الّذي لا يحرّكون أقدامهم إلا نادرا لكثر من يخدمونهم؟ أليسوا أولئك الّذين يمضون يومهم على مقاعد المرسيدس و الـبي أم في؟ إنّهم أناس مثيرون للإغراء!!
أليسوا أولئك الّذين لا يشربون الجعة نادرا، بل إنّ جيوبهم لا تبخل عليهم بسهرات حمراء طوال الأسبوع!!
إرفع رأسك يا أخي، و لا تخجل من سمنتك! لقد صرت قدوة للكثيرين! ألم أقل لك إنّ هذا زمن الجنون؟!
الموسيقى المتصاعدة من المذياع، السيارات المتزاحمة على الطريق القريبة من غرفتك و صوت أبيك يجلجل في البيت بحثا عن جواربه..
وجهك في المرآة لم يتغيّر، ذات التعاسة ترمقك في شرود من وراء البلّور. لقد صار هذا مألوفا، لكنّ المحيّر و المخيف هو هذه الأكمة الّتي تكبر يوما بعد يوم تحت صدرك، و تزداد إيناعا و إشراقا!!!
هل أنت خائف حقّا؟ هل تعتقد أنّها بداية النّهاية؟
الهواجس تملأ رأسك. و مع كلّ خطوة تخطوها نحو المطبخ، ينسج عقلك حكاية جديدة...
ها أنت ذا وسط الشّلّة، عيونهم تنهش جسدك.. يتهامسون حتما ساخرين من الشحوم المتراكمة في بطنك.. يصفون أكتافك بمرضى الضمور، و يتساءلون أيّة مأساة عشتًها لتفعل بك كلّ هذا؟!!!
أتشعر بهذا الضعف و هذا التثاقل؟ أتحسّ أنّك تحرّك أرجل فيل حين تمشي؟ و تظل تسعل في مرارة و تتخيّل حالتك الكارثيّة الّتي قد تؤول إليها إن تبلغ الأربعين؟
لن أبحث أن أرفع من معنويّاتك يا صديقي، لكنّ جسدك ليس على هذا القدر من السّوء. فالجميع يسعل من حولك، و الجميع ترهّل بطنه. و "السّوبرمان" الّذي كنت عليه، لم يعد مثلا يحتذى به!
تأمّل من حولك. من ذا الّذي يسعل من رفاقك؟ جميعهم يدخّن أليس كذلك؟ أيّة هالة من الهيبة تغمرهم، و أيّة نظرة واثقة مستمتعة تشعّ من ناظريهم! لقد صار كثيرون يفتعلون السّعال لو تعلم!
أرجوك، لا تدّعي الحكمة و التّعقّل، فعنوان النّجاح اليوم هو الجنون! الجميع كره الاستماع إلى الحكم اليوم، و لم يعد أحد يرى في أرسطو و الشّابي شيئا مغريا. نريد شيئا من الجنون!
هل يسعدك هذا؟ هل تريد أن ترتاح أكثر؟ ما الّذي يثير ذعرك بشأن الشّحوم؟ آه! أنت تعتقد أنّ الفتيات سيصيبهنّ الذّعر متى رأين كرشك. أنت أحمق يا صديقي! اليوم لا يجد أحدهم فرصة للخروج من سيّارته، حتّى إذا ما قابل فتاة ما. إنّها تهرع إلى داخل العربة بمجرّد أن تتوقّف بجانبها. لا يهمّ من بداخلها و لا إلى أين تمضي! لو أردت فتاة يا صديقي، فاحرص على صحّة السّيّارة الّتي تجول بها، و انس أمر صحّتك تماما!
إنّ المهتمّين بسلامة جسمهم، هم أولئك الّذين لا تزال أذهانهم مرتبطة بنجوم الثمانينات. ترى غرفهم معارض لشوارزينغر و سيلفستر ستالوني! أصحاب العقول الفارغة!! صدّقني، لقد صارت صورة العضلات المفتولة تثير الغثيان! من الصّعب اليوم أن ترى فتاة تصطحب كتلة من العضلات على شواطئ الحمّامات! أنا لا أبالغ إن قلت إنّ مدى انتفاخ البطن قد يصير مقياسا على قدر من الدقّة في اختيار الفتيان!
إنّه دليل على الرّجولة! و دليل على الثّراء! فمن ذا الّذي يتمتّع ببطن ضخمة؟ أليسوا أولئك الّذي لا يحرّكون أقدامهم إلا نادرا لكثر من يخدمونهم؟ أليسوا أولئك الّذين يمضون يومهم على مقاعد المرسيدس و الـبي أم في؟ إنّهم أناس مثيرون للإغراء!!
أليسوا أولئك الّذين لا يشربون الجعة نادرا، بل إنّ جيوبهم لا تبخل عليهم بسهرات حمراء طوال الأسبوع!!
إرفع رأسك يا أخي، و لا تخجل من سمنتك! لقد صرت قدوة للكثيرين! ألم أقل لك إنّ هذا زمن الجنون؟!
Iori Yagami
07/03/2007
No comments:
Post a Comment