سأدخل مباشرة في الموضوع، قراءتي، كمتابع بسيط لا أختص في الجيوبوليتيكا و لا في الصحافة السياسية، لخارطة الاحزاب في تونس. و لأن حركة النهضة باتت تمثل مشكلا ضخما، و لغزا كبيرا، فقد آثرت أن أقدم قراءتي بشأن هذه الظاهرة منذ البداية. و أعتذر عن طول المقال.
تمثل حركة النهضة المشكلة الرئيسية في المشهد السياسي التونسي، أو لنقل هناك من يريدها كذلك. معطيات كثيرة يجب أن نستحضرها حتى نقيّم بشكل دقيق ـ أو على قدر لا بأس به من الدقة ـ وضعية هذه الحركة حاليا. لذلك سأحاول الاختصار قدر الامكان، و قد أضع بعد ذلك تباعا استطرادا أطول لكل معطى من المعطيات.
+ منذ بداية النهضة العربية سنة 1801 كما اعتبرها توفيق الحكيم (افاق العرب على صوت مدافع نابوليون)، و العرب يبحثون عن طريق او اتجاه يخطون خطواتهم فيه. فقامت أساسا فكرتان.
1 ـ التغريبية التي تعتبر أن الحل الأمثل للنهوض بالامة، هي اتباع الغرب تماما في كل ما يفعل، فما دام قد تقدم و تطور منتهجا هذا النهج، فهو حتما النهج الصحيح.
2 ـ الأصولية التي تعتبر أن الحضارة العربية الاسلامية قدمت كل مقومات النهوض بالامة، و ان اتباع خطوات المسلمين الاوائل بحذافيرها هي الوسيلة للتطور و التقدم.
بعد ذلك بدأت تظهر حركات توازن بين هذا و ذلك، و إن مال بعضها الى هذا الجانب دون ذلك و العكس. اذا حركة النهضة تقوم على فكرة غير محدثة و لا جديدة و لا مبتكرة، بل هي طبيعية جدا، توجد في كل المجتمعات العربية. و لئن قامت مستندة الى الفكر الاخوانيّ، فهناك من يعتبرها امتدادا للحركة اليوسفية (الاكثر التصاقا بالواقع التونسي).
+ حركة النهضة تعتمد اساسا عن افكار حسن البنا، و سيد قطب و غيرهم من الاخوانيين المصريين, و أيضا من الفكر الزيتوني، و هو (الزيتوني) فكر مشهود له بالاتزان و الاعتدال. و من الطبيعي على كل حركة اصولية ان تسعى إلى تأصيل كل الافكار المعاصرة و ايجاد اصول حضارية لها في وسطها. اذا من الطبيعي أيضا أن تسعى الى استعادة فكرة الخلافة و لو على منظور بعيد جدا، على أساس انه كان رمزا للحضارة الشرقية. و هو لا يعني طبعا استعادة مؤسسة الخلافة بموبقاتها، و لكن لها رمزية لا تخفى على احد. قراءة الواقع التونسي اليوم، تثبت أن المجتمع بعيد جدا عن هذه الافكار، لاسباب كثيرة منها المتغيرات العالمية، و تكوين الاجيال الجديدة، الخ.. اذا تبحث حركة النهضة على المدى المتوسط او البعيد، الى اعادة ترسيخ فكرة الانتماء و الانطلاق من الهوية. سلاحها في ذلك ـ لا ازدواجية الخطاب كما يقرؤها كثيرون ـ و انما التعرف على افكار جديدة حول العالم، من التجربة التركية الى الماليزية، إلى الكتابات الاسلامية الحديثة.
لا تسعى النهضة اذا الى فرض افكارها على الاخرين، و انما الى تأصيل الافكار المعاصرة (الديمقراطية، حقوق المرأة، حرية المعتقد، نبذ العنف، الخ) و الى اعادة الاعتبار الى مقومات الهوية التونسية و الى المنظومة الاخلاقية.
ـ هنا تبرز مشاكل حركة النهضة، فعلى المستوى العمليّ، لم تستوعب حركة النهضة بعد ان المنظومة الاخلاقية قد تغيرت في تونس بفعل الفاعلين. و أن أفكار النهضة باتت في معظمها دخيلة على المجتمع و ان مؤشر الاعتدال قد مال الى اليسار قليلا بالفعل. و هي بسبب ذلك تظل محافظة على الصورة المتزمتة التي قد ينفر منها التونسيون.
ـ ان عملية تغيير المجتمعات لم تكن يوما وظيفة السلطة التنفيذية، و هو أمر لم تستوعبه النهضة اطلاقا. فهي تعتبر أن الحكم هو الوسيلة الوحيدة للـ"نهوض" بالمجتمع و هو أمر سيربط بين "وجوب النهوض بالامة" الطويلة الامد، و بين الامساك بالسلطة التنفيذية القصيرة الامد. و هو ما يفتح بابا للدكتاتورية. على النهضة ان تدرك أنها لن تحكم وحدها و أن المجتمع تعددي فعلا، و انها لذلك لن تفعل اكثر من التأثير و الشد الى اليمين قدر المستطاع. و ان من يريد أن يغير مجتمعا، فهناك أسلحة أقوى من الحكم كثيرا.
ـ اولى الاسلحة هي الفن، و الفن البديل ليس غائبا عن الحركة، لكنه فقير، معدم، لا جديد فيه. إن اي حركة ثورية تريد التغيير تنطلق أساسا من افكار نظرية متينة، تشد أنظار الفنانين و الادباء، فيدعمونها و يثرونها و يجعلونها بفنهم خبزا يوميا للعامة، حتى تطغى تلك الافكار على العقليات و يصبح التغيير نابعا من الشعب لا من منبع الحركة الثورية. كذلك انطلقت الثورات الغربية، و كذلك انطلقت الثورة البلشيفية، و لذلك أيضا ستعدم حركة النهضة من أية نتيجة حقيقية. فالتنظير الذي انطلقت منه الحركة، مجرد افكار و ان كانت قيمة، ليس شاملا، و في الواقع لا يمكن لأستاذ فلسفة مع احترامي الشديد، ان يقدم دراسة معمقة للواقع الاجتماعي و الاقتصادي، و النفسيّ و لا يمكن أن يقدم قراءة تاريخية حقيقية كتلك التي قدمها كارل ماركس منذ قرنين. لم يستوعب علماء الدين و من بعدهم الاصوليون ـ الا قلة قليلة منهم كمالك بن نبي ـ أن العصور تغيرت، و ان العلوم الانسانية كالتاريخ و علم النفس و الاجتماع و الاحصاء الخ، ليست مجرد علوم تعتمد للمعرفة فحسب، بل هي علوم تعتمد للبناء، و للاستشراف.
و لأن التنظير كان سيئا، فإن تأثيره كان ضعيفا، و حتى من آمنوا بافكار الحركة، لم يرسخوها بالفن. و هو ما جعل الاصوليين يكتفون بالاحتجاج على الافكار الفنية المعادية (فيلم نادية الفاني، النوري بوزيد..) و في أحسن الاحوال، قدموا فنا مساندا على درجة من الفقر و الضحالة أضر بالحركة أكثر من أن افادها (سايكو أم) قبل أن يتوجهوا الى الاستيراد (سامي يوسف، مسعود كورتيس)..
ـ الأكثر تعاسة أن يتجلى هذا الفقر الفني و الفكري في أعضاء الحركة أنفسهم، فمعظم أعضاء الحركة ـ على مستوى القاعدة الشعبيةـ ينتمون الى النهضة على اساس أنها حركة اسلامية و السلام، لا يعنيهم في ذلك افكارها و اتجاهها و قراءتها للدين و الواقع و التاريخ. و في الواقع لم تهتم الحركة بتأطير ابنائها ـ على كثرتهم ـ التأطير الفكري المناسب، و هو ما أحدث فوضى ضخمة على مستوى اتخاذ القرارات الفردية و الطائشة التي تحسب على النهضة حتما. و في الواقع لا يمكن لوم هؤلاء حينما نسمع مثل هذه الشطحات عن بعض القيادات التاريخية كمنصف بن سالم، و حتى راشد الغنوشي نفسه. و ربما كان لزاما على القيادات الفتية الحقيقية في النهضة (الوريمي، ديلو، البحيري، الخ) أن تتدخل لمنع تراكم مثل هذه الشطحات.
ــــــــــــــــــــــــــــ
ـ كل ذلك يجعلني أستنتج أن النهضة كحركة تحاول أن تقدم فكرا جديدا، بعيدة جدا على التغيير الحقيقي. و أن عليها أن تتطور قبل ذلك. هذا لا يمنع عنها الحق في الدفاع عن افكارها بشراسة، و هو ما تقابل به برفض قطعيّ و ممانعة من قوة معادية سأتحدث عنها لاحقا.
يقول واقع ما بعد الثورة، أن النهضة تريد الحكم فعلا، أو على الاقل تريد أن تكون طرفا فاعلا في الحياة السياسية و في اتخاذ القرار، و هي تواجه بمقاومة شديدة من قبل قوى بعضها يتشدق بقيم التسامح (tolérance) و قبول الآخر، و هو يسقط في أول امتحان جدي في ذلك.
كما أن المقاومة تأتي من طرف ثان يحاول تقسيم البلاد الى شقين، و يحاول ايهامنا ان المشكلة الرئيسية اليوم هي الاسلاميون، و هو للاسف ما وقع في فخه كثيرون. لكن، لحسن الحظ، هناك قلة ممن يقرؤون التاريخ و يحسنون الاستفادة من تجاربهم المريرة، فحمّة الهمامي زعيم حزب العمال، يحاول عبثا التنبيه الى ان الصراع لا يتعلق بمن مع الاسلاميين و من ضدهم، بل ان الصراع هو بين القوى الديمقراطية و بين من لا يريد الديمقراطية. و كلنا نعرف أن من لا يريد الديمقراطية لا يقصي أحدا.
لذلك فكل تصرفات حركة النهضة تعكس تخوفها الشديد من اقصائها. حركة النهضة تخشى أن تجد نفسها اقلية معدومة في المجلس التأسيسي، فتتكالب عليها القوى المعادية لها، فتعلن دستورا لائكيا و تمنع الاحزاب ذات المرجعية الاسلامية تماما. هذا الخوف له ما يبرره، و هي لذلك تعتبر أن أولويتها المطلقة هي الفوز في الانتخابات. لذلك تسبّق التعبئة الضخمة على التكوين الجيد. و لذلك جاءت قرارات النهضة متوازية جدا مع المسار الثوري. في الواقع كانت سياستها معادية للقوى المضادة للثورة لا أكثر، و مادامت معادية لأعداء الثورة، فهي اذا متوازية مع المسار الثوريّ. و لذلك أيضا حاولت أن تنقذ ما يمكن انقاذه من خلال القصبة 3، لكنها حينما احست ان كل ثقل التضحية ستحمله وحدها تراجعت. ما يهم النهضة ليس الثورة نفسها، بل أن يكون تمثيلها قويــا، و في سبيل ذلك عليها ان تحارب قوى البوليس، و قوى الحكومة و من وراءها، و قوى الاقصاء، لذلك هي مجبرة على اتباع المسار الثوريّ. كما أنها للسبب ذاته، تحاول كسب كل أطراف الضغط الممكنة، الولايات المتحدة، اموال الخليج، بعض القوى السياسية التونسية (العمال من اليسار الشيوعية مثلا)، و حتى التجمعيين الذين يتواجد منهم كثيرون في الحزب اليوم، حاملة شعار : شخص سيء، هو في الواقع صوت اضافي!
قراءة أخرى يقدمها الصحفيّ الصافي سعيد، تتمثل في دور الولايات المتحدة و الخليج العربي في دعم الحركة. و هي قراءة تنتطلق من ملاحظة الاحداث الحاصلة في العالم العربي ككل. يعتبر الصافي سعيد أن الولايات المتحدة تحاول انتهاج فكرة المصالحة مع التيارات الاسلامية المعتدلة ـ الاخوان في مقابل الجهاديين ـ و تمكينهم من الحكم على اراضيهم و حصرهم هناك حتى يحتووا الحركات المتطرفة من خلال الايديولوجيا نفسها (الاسلامية). و هي في ذلك تحاول نسخ المثال التركي ـ حيث يحكم الاسلاميون بحماية عسكرية للقيم الجمهورية بدعم من دول الخليج التي قد تستفيد كثيرا من ذلك بانتقال واجهة الاستثمار من أوروبا إلى دول الخليج. تدعم إذا دول الخليج خصوصا حركة النهضة من اجل هذه الاسباب. و هي أسباب لا تعجب كثيرا المتفرنسين مثلا الذين سيعتبرون الحرب ايديولوجية اكثر منها اقتصادية.
من يعادي المسار الثوريّ ظنا ان النهضة وراءه هو شخص أخطأ قراءة الاحداث تماما. من الطبيعي أن تحاول النهضة التأثير على المسار من اجل انجاح مصالحها، و الطبيعي ان يدعم المرء هذا المسار مسلطا الضغط حتى يدعم ذلك مسار الثورة وحدها لا غيرها. أما أن نترك الثورة و نكتف أيدينا فقط لأن النهضة هناك، فهذا هو مرض الحقد بعينه.
أما بخصوص الانتخابات، فأعتقد أن وجود النهضة في المجلس التأسيسي أمر ضروري جدا لاحداث التوازن المناسب في المجلس، فالنهضة تعكس آراء شريحة ضخمة من الشارع التونسي، فضلا انها تمثل جبهة مقاومة التفرنس و الانسلاخ.
لكن لا يجب أن تتمكن النهضة من غالبية الأصوات. لأنه في ظل افتقار الحركة كما ذكرت الى متائن فكرية و فنية، فإن الانزلاق نحو الدكتاتورية سهل جدا، حتى و لو لم تشأ الحركة نفسها.
+ منذ بداية النهضة العربية سنة 1801 كما اعتبرها توفيق الحكيم (افاق العرب على صوت مدافع نابوليون)، و العرب يبحثون عن طريق او اتجاه يخطون خطواتهم فيه. فقامت أساسا فكرتان.
بعد ذلك بدأت تظهر حركات توازن بين هذا و ذلك، و إن مال بعضها الى هذا الجانب دون ذلك و العكس. اذا حركة النهضة تقوم على فكرة غير محدثة و لا جديدة و لا مبتكرة، بل هي طبيعية جدا، توجد في كل المجتمعات العربية. و لئن قامت مستندة الى الفكر الاخوانيّ، فهناك من يعتبرها امتدادا للحركة اليوسفية (الاكثر التصاقا بالواقع التونسي).
لا تسعى النهضة اذا الى فرض افكارها على الاخرين، و انما الى تأصيل الافكار المعاصرة (الديمقراطية، حقوق المرأة، حرية المعتقد، نبذ العنف، الخ) و الى اعادة الاعتبار الى مقومات الهوية التونسية و الى المنظومة الاخلاقية.
ـ هنا تبرز مشاكل حركة النهضة، فعلى المستوى العمليّ، لم تستوعب حركة النهضة بعد ان المنظومة الاخلاقية قد تغيرت في تونس بفعل الفاعلين. و أن أفكار النهضة باتت في معظمها دخيلة على المجتمع و ان مؤشر الاعتدال قد مال الى اليسار قليلا بالفعل. و هي بسبب ذلك تظل محافظة على الصورة المتزمتة التي قد ينفر منها التونسيون.
ـ ان عملية تغيير المجتمعات لم تكن يوما وظيفة السلطة التنفيذية، و هو أمر لم تستوعبه النهضة اطلاقا. فهي تعتبر أن الحكم هو الوسيلة الوحيدة للـ"نهوض" بالمجتمع و هو أمر سيربط بين "وجوب النهوض بالامة" الطويلة الامد، و بين الامساك بالسلطة التنفيذية القصيرة الامد. و هو ما يفتح بابا للدكتاتورية. على النهضة ان تدرك أنها لن تحكم وحدها و أن المجتمع تعددي فعلا، و انها لذلك لن تفعل اكثر من التأثير و الشد الى اليمين قدر المستطاع. و ان من يريد أن يغير مجتمعا، فهناك أسلحة أقوى من الحكم كثيرا.
ـ اولى الاسلحة هي الفن، و الفن البديل ليس غائبا عن الحركة، لكنه فقير، معدم، لا جديد فيه. إن اي حركة ثورية تريد التغيير تنطلق أساسا من افكار نظرية متينة، تشد أنظار الفنانين و الادباء، فيدعمونها و يثرونها و يجعلونها بفنهم خبزا يوميا للعامة، حتى تطغى تلك الافكار على العقليات و يصبح التغيير نابعا من الشعب لا من منبع الحركة الثورية. كذلك انطلقت الثورات الغربية، و كذلك انطلقت الثورة البلشيفية، و لذلك أيضا ستعدم حركة النهضة من أية نتيجة حقيقية. فالتنظير الذي انطلقت منه الحركة، مجرد افكار و ان كانت قيمة، ليس شاملا، و في الواقع لا يمكن لأستاذ فلسفة مع احترامي الشديد، ان يقدم دراسة معمقة للواقع الاجتماعي و الاقتصادي، و النفسيّ و لا يمكن أن يقدم قراءة تاريخية حقيقية كتلك التي قدمها كارل ماركس منذ قرنين. لم يستوعب علماء الدين و من بعدهم الاصوليون ـ الا قلة قليلة منهم كمالك بن نبي ـ أن العصور تغيرت، و ان العلوم الانسانية كالتاريخ و علم النفس و الاجتماع و الاحصاء الخ، ليست مجرد علوم تعتمد للمعرفة فحسب، بل هي علوم تعتمد للبناء، و للاستشراف.
و لأن التنظير كان سيئا، فإن تأثيره كان ضعيفا، و حتى من آمنوا بافكار الحركة، لم يرسخوها بالفن. و هو ما جعل الاصوليين يكتفون بالاحتجاج على الافكار الفنية المعادية (فيلم نادية الفاني، النوري بوزيد..) و في أحسن الاحوال، قدموا فنا مساندا على درجة من الفقر و الضحالة أضر بالحركة أكثر من أن افادها (سايكو أم) قبل أن يتوجهوا الى الاستيراد (سامي يوسف، مسعود كورتيس)..
كما أن المقاومة تأتي من طرف ثان يحاول تقسيم البلاد الى شقين، و يحاول ايهامنا ان المشكلة الرئيسية اليوم هي الاسلاميون، و هو للاسف ما وقع في فخه كثيرون. لكن، لحسن الحظ، هناك قلة ممن يقرؤون التاريخ و يحسنون الاستفادة من تجاربهم المريرة، فحمّة الهمامي زعيم حزب العمال، يحاول عبثا التنبيه الى ان الصراع لا يتعلق بمن مع الاسلاميين و من ضدهم، بل ان الصراع هو بين القوى الديمقراطية و بين من لا يريد الديمقراطية. و كلنا نعرف أن من لا يريد الديمقراطية لا يقصي أحدا.