مرحبا،
استوحيتُ هذه القصة من احدى حكايات والدي الطريفة، و الواقع أنني استدعتُ ذكرى الحكاية بمجرد أن سمعتُ بأمر الورقة النقدية الجديدة.. كنتُ أفكّر كيف يمكن للمواطن العاديّ أن يملك ورقة مثل هذه؟ قد تمثّل اربع ورقات منها كلّ تعب شهره الطويل.. لكنّ التونسيّ أثبت أنه يبتكر و يبدع كلّما تعلّق الأمر بامتلاك الأشياء، إنّ غريزة الامتلاك لديه رهيبة بالفعل!
ليس لديّ تعليق كبير على القصة، فكلّ ما لديّ ذكرتُه هناك، لكن فقط تساءلوا و أنتم تعيشون لدقائق صباح صالح هذا، أ فعلا اقترف ذنبا عظيما؟
بانتظار تعليقاتكم، إليكم هذا المقطع :
لم تكن المرآة سحرية حتما، لكنّها كانت تعكس كلما يرغب في رؤيته بالفعل: الشاربان، بدلة العون الزرقاء، شارة الرتبة على الكتف التي تقول إنه لا يعني أيّ شيء في مجتمع البوليس. حتى رائحة العطر التي عمّر بها صدره كانت المرآة تعكسها.. في نظره على الأقل...
القبّعة! إنها لا تعكس القبّعة! و كأنّ نسيان القبعة أفسد كل طقوس الصباح، فهرع ملتاعا إلى المطبخ مناديا زوجته :"يا مرا! مرا! ويني الطربوشة؟" و ما كاد يدخل إلى المطبخ حتى فوجئ بطربوشه على الطاولة كـأنه جزء من طبق الفطورالمعَدّ له، المنتظر أحشاءه...
و
كطفل صغير عاد إليه سروره، و عادت بسمته و رضاه عن العالم... جلس و هو
يفرك يديه، ثم وضع القبّعة على رأسه و هتف :" حُطي، حُطي عبد الباسط."
العم "صالح المقص" لا يمكنه تلذذ الطيبات من دون أن يقرأ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد شيئا عليها. زوجته تعلم ذلك جيدا. كانت بانتظار قدومه لا غير...
"إذا الشّمس كوّرت ... و إذا ... بسم الله!"
العم "صالح المقص" لا يمكنه تلذذ الطيبات من دون أن يقرأ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد شيئا عليها. زوجته تعلم ذلك جيدا. كانت بانتظار قدومه لا غير...
"إذا الشّمس كوّرت ... و إذا ... بسم الله!"
ملأت
اللقمة الأولى شدقيه، فمنعته من مواصلة التلاوة، لكنّ حنجرته تنغم مستطربة
تلاوة الشيخ... تبتسم زوجته في رضا و كأنّها لهدوئه و طربه تستطعم حلاوة
نجاح المهمّة الصباحية.. الرجال أطفال كبار، لعلّ ذلك أهم ما استخلصته من
تجربتها الحياتية مع زوجها. لم يكن بمقدورها طبعا أن تتخيّل أنّ وراء ذلك
الجذل الطفوليّ تكمن هموم كثيرة و تساؤلات أكثر...
و للقصّة بقية...
و للقصّة بقية...
فاروق الفرشيشي
19 شباط 2010-02-19
19 شباط 2010-02-19
بن رشيق
بلقاسم
بورقيبة